الحقيقة لا غير

مأرب تتحرَّر.. هل توقف السعودية حربها على اليمن؟:الراصدالعربي

*مأرب تتحرَّر.. هل توقف السعودية حربها على اليمن؟*
الراصد العربي
#جورج_ابي_نادر

*تمرّ السعودية بمرحلة مصيرية حسّاسة أصبحت تحتاج إلى قرار سريع وجريء بوقف هذه الحرب والبحث فوراً عن حلٍّ سياسيٍ.*

*بمعزل عن التطورات الميدانية الأخيرة على جبهة مأرب، وخصوصاً في المنطقة الجنوبية الشرقية للمدينة، وتحديداً في منطقة البلق الشرقي التي حرّرتها وحدات الجيش واللجان الشعبية، تمرّ السعودية، كقائدة للعدوان على اليمن منذ 7 سنوات ونيف، بمرحلة مصيرية حسّاسة أصبحت تحتاج إلى قرار سريع وجريء بوقف هذه الحرب والبحث فوراً عن حلٍّ سياسيٍ يحفظ حقوق كلّ المكونات اليمنية، ويحفظ أيضاً ما تبقّى لها من موقع عربيّ إقليميّ، إذا ما أرادت الحفاظ عليه.*

*وفي حين لم يعد الموضوع يحتمل تأخيراً أو إضاعةً للوقت – في نظر أغلب المتابعين المحايدين – نظراً إلى ما ينتظر هذه المواجهة التي تشغل العالم حالياً من تطوّرات دراماتيكية واضحة للعيان ومنتظرة ومؤكدة، تتمحور حول سقوط مرتقب للعدوان، وعلى رأسه السعودية، من المفيد الإضاءة على هذه المعطيات التي أصبحت تستوجب وقف العدوان من تحالف عدواني عربي مدعوم غربياً ضد أبناء اليمن الصامدين المدافعين عن وطنهم وسيادتهم وحقوقهم.*

*في المعطيات الميدانية، بعد التقدّم الأخير على أبواب مأرب الجنوبية الشرقية في منطقة البلق الشرقي، أصبح الدخول إلى المدينة وتحريرها كاملة منتهياً من الناحية الميدانية والعسكرية. وانطلاقاً من هذه الثغرة التي فُتحت جنوباً، باتت الوحدات التي تمركزت فيها، تستطيع أن تنفّذ أكثر من مناورة ناجحة تخدم معركة تحرير المدينة، منها التقدم بشكل مباشر إلى مداخل المدينة، وقطع مفرقها عن طريق صافر حضرموت، ومنها التقدم غرباً بموازاة سفوح البلق الشرقي، وفصل مداخل مأرب عن طريق مديرية الجوبة نحو البيضاء وشبوة، والضغط على نقطة الفلج وعزلها عن مديرية الوادي، ومنها التقدم باتجاه الشمال الشرقي نحو حقول النفط المنتشرة جنوب شرق صافر، وفصل مأرب عن حضرموت والعبر ومعبر شرورة السعودي.*

*الأمر الحسّاس في دخول وحدات الجيش واللجان اليمنية إلى منطقة البلق الشرقي، أنه يتواكب مع وضعية ضاغطة على الجبهات الأخرى من اتجاه غرب مأرب وشمال غربها وجنوب غربها، بمستوى الضغط والتركيز والحشد نفسه. ومع تضعضع وحدات العدوان والمرتزقة في البلق الشرقي، والمعطيات التي يتم تداولها عن انهيارات وفرار في صفوف مقاتلي هؤلاء، فإنّ كلّ الاحتمالات لفتح أكثر من ثغرة نحو المدينة من الجبهات المذكورة واردة وممكنة بشكل كبير. وربما بين ساعة وأخرى، نجد سيطرة على مناطق أخرى أقرب من البلق الشرقي عن المدينة، نظراً إلى الجهود الضخمة لوحدات حكومة صنعاء، التي تتمركز بشكل هجومي، وتقف على أهبة الاستعداد لتنفيذ الاختراقات النهائية لأبواب مأرب.*

*اللافت لعدد كبير من الطائرات المسيرة السعودية (الأميركية والصينية الصنع)، هي التاسعة حتى الآن في وقت لم يتجاوز الشهر إلى الوراء، وحيث تتخصّص هذه الطائرات المُسقَطة في مهمة الرصد ومراقبة جبهة الدفاع عن مأرب، فإنَّ إمساك هذه الجبهة من قبل العدوان أصبح غير مؤمّن بالشكل المطلوب عسكرياً لتأمين مدافعة معقولة.*

*من هنا، رأينا هذا الاندفاع الناجح لوحدات الجيش واللجان على جبهة البلق الشرقي، متجاوزة التغطية الجوية التي لطالما استطاعت سابقاً منع هذا التقدم. هذا الانخفاض الحاد لمستوى الرصد والمراقبة الجوية لدى العدوان، لم يعد مقتصراً فقط على البلق الشرقي أو على الجبهة الجنوبية لمأرب، بل أصبح ينسحب على كل جبهات المدافعة عن المدينة، نظراً إلى الفعالية الصادمة لصواريخ الدفاع الجوي اليمنية التي دخلت مؤخراً بشكل كثيف إلى المعركة، والتي ما زالت غير معروفة، ويعطيها المتحدث العسكري العميد سريع اسم “سلاح مناسب”.*

قد يعجبك ايضا