الحقيقة لا غير

علماء البلاط ينكرون الجهاد بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني امين عام مجلس الشورى

علماء البلاط ينكرون الجهاد

بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
امين عام مجلس الشورى

ما يجري في غزة هو ابادات جماعية، وتطهير عرقي، وجرائم ضد الإنسانية، بموجب كافة المعاهدات والمواثيق الدولية، وبإقرار المجرم الأمريكي والصهيوني نفسه، وهذا بحد ذاته كان كافيا لتتحرك الشعوب العربية والإسلامية للدفاع عن اشقائهم في قطاع غزة، وإن لم يكن لهم دين، ولو لم ينزل عليهم قرآن كريم، فحق الدفاع عن النفس مكفول لكل الشعوب والأمم، بل لكل الحيوانات بالفطرة، للأسف لم تعد فطرة الشعوب العربية والإسلامية سليمة، أفسدها مشائخ الاخوان والوهابية، وعلماء الدرهم والدينار، الذين اظلوا هذه الامة التي كانت(خير أمة أخرجت للناس)، وجعلوها تحت أقدام اليهود والنصارى الذين (ضربت عليهم الذلة والمسكنة)، ذلك بان هؤلاء العلماء والمشائخ (اشتروا بايات الله ثمنا قليلا)، (وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون)، لقد شرعوا في الدين ما لم يأذن به الله، فأفتوا بالجهاد في أفغانستان تحت الراية الأمريكية، وافتوا بالجهاد في سوريا تحت الراية الصهيونية، وافتوا بالجهاد في ليبيا تحت راية حلف الناتو، وافتوا بالجهاد في البوسنة والهرسك، ودعوا للمجاهدين في الشيشان، فلما كتب عليهم الجهاد في فلسطين المحتلة ضد امريكا واسرائيل اذا بهم ينقلبون إلى حمل وديع وحمامة سلام، ينصحون المجاهدين في فلسطين بقولهم(جاهد بالسنن يا ابا عبيدة)، وقال صعتر(لولا يكلمنا الله او تأتينا آية)، وقال برهامي(إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق)، وقال شيخ الازهر(ذرنا نكن مع القاعدين)، وقال السديس(إنا لن ندخلها ما داموا فيها)، بل منعوا الدعاء للمجاهدين في غزة، أو الترحم على أرواح الشهداء الطاهرة، لم تعد حماس جماعة سنية ما دام انها قاتلت الصهيونية، ولم تعد غزة أرضا عربية مادام اسرائيل هي من دخلتها، ولم تعد القدس القبلة الأولى وثالث الحرمين الشريفين ما دام ترامب قد تنازل عنها، أصبح الحديث الذي رواه البخاري ومسلم(دخلت إمرأة النار بسبب هرة حبستها) حديثا ضعيفا لتبرير محاصرة اثنين مليون مسلم في قطاع غزة، ولولا أن الله قد حفظ كتابه من التحريف والتبديل لحذفوا منه سورة الأسرى، ذلك بانهم قوم لا يفقهون قول الله(ومن يتولهم فإنهم منهم)، أصبح محور الجهاد والمقاومة اشد رهبة في صدروهم من الله، وأصبحت ايران اشد الناس خطورة عليهم من اليهود والنصارى في كتاب ابن باز وابن تيمية، هذا الفكر هو من سمحت له امريكا بالتمدد في الوطن العربي، وانفقت عليه المليارات السعودية، وهؤلاء المشائخ والعلماء أمريكا من قربتهم من الحكام والزعماء، لتطويع الشعوب على القبول بإسرائيل الكبرى، وهاهي امريكا تضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ هذا المشروع بدءا من سوريا، وتزيل العقبات التي عرقلته عقودا من الزمن واحدة تلو الاخرى، ولم يعد أمامها سوى جبهة اليمن التي أصابتها بالسهر والحمى، وجعلتها تشعر أنها في حرب كبرى، لا يمكن ان يحقق فيها ترمب ما تمنى، بل سيخرج منها اذل واخزى، وسيثبت لهم الشعب اليمني انه بالله أشد واقوى، وأن غزة بالنسبة له اهم وأبقى من صنعاء، ذلك بانه شعب تولى الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون.

قد يعجبك ايضا