الحقيقة لا غير

هزيمة قاسية للسعودية في اليمن:الكاتب المصري الاستاذ مصطفى السعيد :الراصد العربي

هزيمة قاسية للسعودية في اليمن
إنسحبت القوات السعودية من عدن ومعظم أنحاء جنوب اليمن بعد أن تعرضت لهجمات مع إندلاع مظاهرات في المدن الجنوبية تطالبها بالإنسحاب، وتندد بتدهور الخدمات وإنهيار قيمة الريال اليمني، والإنفلات الأمني الناجم عن تشكيل عصابات موالية لعدة جهات، منها مجموعات سلفية استعان بها تحالف الإحتلال، وكان بعض الجنوبيين قد سقطوا فريسة حلم أن التحالف السعودي الإماراتي سيمنحهم السلطة في جنوب اليمن، ويمدهم بمليارات لا تحصى من الدولارات، وسينعمون بحياة رغدة، وإذا بالحلم ينقلب إلى كابوس، ولم يجدوا إلا الدماء والجوع والإذلال في ظل الإحتلال.
أما في شمال اليمن فقد اندحر الإحتلال من معظم محافظة مأرب، ولم يعد تحت سيطرته إلا المدينة المحاصرة، والتي تعد ساقطة عسكريا، بعد أن طوقها الجيش الوطني اليمني واللجان الشعبية، ولم تفلح مئات الغارات الجوية في كسر الطوق عن آخر موقع لقوات الإحتلال في مأرب، التي تم تحرير 12 من مديرياتها ال14، وهناك مخاوف لقوات الإحتلال من وقوع قواتها بين أسير أو قتيل، وهناك أنباء عن وجود قوات غير عربية بينها، وقد سارع مبعوث أمريكي لبحث سبيل للخروج من الكارثة المحدقة بقوات الإحتلال، ومازال يجري مباحثاته للتوصل إلى حل يخفف من حدة الهزيمة المؤكدة.
سيكون للهزيمة السعودية في اليمن تداعيات خطيرة، تمتد من الداخل السعودي إلى موازين القوى في المحيط الإقليمي، أما داخل اليمن فسوف تنتهي الأحزاب التي خانت وطنها وتحالفت مع قوات الإحتلال، وفي مقدمتها حزب الإصلاح الإخواني والحزب الإشتراكي “سابقا”، وبقايا من البعثيين وبعض الناصريين الذين طمعوا في الثروة والسلطة تحت الإحتلال، فكانت نهايتهم مزبلة الخيانة، بعد أن إختاروا محاربة وطنهم تحت راية الإحتلال جنبا إلى جنب مع التنظيمات السلفية والمرتزقة وبدعم أمريكي وبريطاني وإسرائيلي، وأصدروا بيانا قالوا فيه إنهم لم يتلقوا الدعم الكافي من قوات التحالف، وأن الرئيس الشكلي عبد ربه منصور هادي لم يفعل شيئا، وألقوا بمبررات الهزيمة على قوات الإحتلال.
سيبقى أن الشعب اليمني قدم ملحمة لم تكن في الحسبان، واستطاع رغم فقره وحصاره برا وبحرا وجوا أن يهزم تحالف يملك العدد وأحدث العتاد في العالم، ويشتري مواقف الدول الكبرى والمنظمات الدولية، وأثبت أن النصر ليس بحجم الأسلحة أو المال، وإنما بالإرادة والعزيمة والعمل والتلاحم الشعبي.
قد يعجبك ايضا