انعقاد مؤتمر بغداد للقمة والشراكة”: تأكيد على تعزيز التعاون ومحاربة الارهاب
أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي السبت، خلال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الوطنية، أن العراق تلقى دعما دولياً لإجراء انتخابات تشرين. ورحب الكاظمي في بداية كلمته تابعتها بالدول المشاركة في المؤتمر، مشيرا إلى أن “انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورة إقامة أفضل العلاقات مع العالم”. وقال رئيس الوزراء، إن “العراق واجه تحديات كبيرة على مختلف المجالات وتعهدنا أمام الشعب باستعادة دور الريادة”، مشددا على أن “العراق يرفض استخدام اراضيه للصراعات الإقليمية والدولية”.
وبيّن الكاظمي، أن” شعب العراق انتصر على داعش وكان انتصارا بمساعدة الجيران والتحالف الدولي”، مضيفاً “لمسنا جدية دولية في دعم الاستثمار في العراق وفتحنا الباب لاستقبال الشركات الاستثمارية”، مؤكداً ان” العراق يتطلع إلى تحقيق مشتركات اقتصادية في مؤتمر بغداد”. وأضاف “لقاء المرجع السيستاني مع البابا يمثل نقلة نوعية في التسامح والاخوة”. ولفت الكاظمي، إلى أن” العراق يسعى لتفعيل المشاريع وإعادة الحياة في جميع مدن العراق”.
من جهته، رأى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن “العراق يعود اليوم ليمسك بمصيره”، وأن بلاده “ستبقى إلى جانب العراق في مكافحة الإرهاب طالما أراد ذلك”، على حد تعبيره. وخلال المؤتمر، قال ماكرون أن الأخير “يبيّن أن إرداة التعاون والشراكات أهم شيىء لتحقيق السلام”، وأن عقد الاجتماع أساسي وأصبح أمراً واقعاً”، لافتاً إلى انه “نحن هنا اليوم لتعزيز سيادة العراق”، حسب قوله.
هذا وأعلن ماكرون دعم الشعب العراقي في مجال إعادة الإعمار، مضيفاً “عملنا الجماعي هو تقديم الأجوبة للدول المجاورة التي تواجه التهديد الإرهابي”. ورأى الرئيس الفرنسي أن “مؤتمر بغداد يجب أن يحدد المشاريع الأساسية لمباشرة العمل عليها”.
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أعلن أن “وجودنا اليوم ببغداد هو لتعزيز سياسة الانفتاح”، لافتاً إلى أن “العراق يعلب دورا مركزيا في تعزيز الحوار الإقليمي”. وأشار العاهل إلى أن “دعم العراق هو أولوية لنا جميعا ونشكر الحكومة على جهودها”، مؤكداً دعم “الجهود العراقية في مكافحة الإرهاب والتطرف”.
من جهته، أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة أعلن “دعم وحدة العراق ووحدة السلاح الشرعي”، حسب قوله، مثمناً “الجهود المبذولة في إرساء الأمن والاستقرار في العراق”. وقال بن خليفة إن “ما تعرض له العراق من آفات حالت دون استثمار مقدراته”، داعياً “المجتمع الدولي لدعم العراق لاستكمال عملية إعادة البناء”.
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد رغبة بلاده “تدشين مرحلة جديدة من التعاون مع العراق”، معلناً “رفض التدخلات في الشأن العراقية والاعتداءات على أراضيه”. وقال السيسي إن “العراق واجه مع شعوب المنطقة تحديات جسيمة خلال السنوات الماضية “، مضيفاً “نثق بقدرة العراق على انجاز الاستحقاق الانتخابي المقبل”. كما أمد الرئيس المصري دعم العراق “لاستعادة مكانته التاريخية في العالم العربي”، متابعاً “نقف سنداً للحكومة العراقية ونرفض كافة التدخلات بشؤونه الداخلية”.
ولفت السيسي إلى أن “مؤتمر بغداد فرصة للتشاور والتعاون لمواجهة التحديات”، داعياً “لوقف التدخلات في شؤون دول المنطقة وعدم توفير ملاذات آمنة لعناصر إرهابية”.
كما أعلن رئيس الوزراء الكويتي صباح خالد الحمد الصباح أن “العراق مقبل على مرحلة سياسية محورية في تاريخه في الانتخابات المقبلة”، مضيفاً أن “استقرار الأمن في العراق يسهم في استقرار المنطقة”. وخلال المؤتمر في العاصمة العراقية بغداد، رأى الصباح أن “العراق تمكن من التغلب على معظم التحديات التي واجهته”، مضيفاً أن “العلاقات مع العراق تسير بثقة وبكافة المجالات”. وطالب رئيس الوزراء الكويتي “بعدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية”، مثمناً “تعاون العراق في إغلاق ملف المفقودين والأرشيف الوطني”.
وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو اعتبر ان”لم يكن العراق مستقرا لا يمكن للمنطقة أن تكون مستقرة”،معتبرا ان” الإرهاب خطر يهدد دول المنطقة”.
وتابع”سنستمر بتقديم الدعم للعراق لتحقيق الاستقرار،واستقرار العراق أمر حيوي للسلام في منطقتنا”.
من جهته،اعتبر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ان”ما تشهده المنطقة يستدعي رفع مستوى التنسيق”،واضاف”نحن ملتزمون بدعم أمن واستقرار وتنمية العراق”.
وتابع” السعودية تدعم جهود العراق في محاربة داعش والسيطرة على السلاح المنفلت”.
وأضاف”السعودية تدعم الحكومة برئاسة الكاظمي بما يضمن استقرار وازدهار العراق”.
بدوره قال وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان إننا:”كنا اول من اعترف بالعراق الجديد، العراق اليوم يلعب دورا هاما في المنطقة”.
وتابع” تدعم أمن واستقرار العراق”،ولفت الى ان”ظهور داعش من أكبر المخاطر التي تعرضت له المنطقة”.
وشدد عبد اللهيان على” دور دول المنطقة في دعم استقرار العراق بمشاركة دول الجوار وعلى رأسها سوريا”.
ودعا للحوار بين دول المنطقة بعيدا عن التدخلات الأجنبية.
واضاف” يعتبر الوجود الأميركي بالعراق أبرز أسباب الانفلات الأمني،وامريكا ارتكبت جريمة باغتيال سليماني والمهندس”.
البيان الختامي
كما أكّد البيان الختامي لقمة بغداد “للتعاون والشراكة”، التي اختتمت اليوم السبت، على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية بما ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وأمنها.
وجاء في البيان أنّ “المنطقة تواجه تحديات تقتضي التعامل وفقاً لمبادىء حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”، مشيراً إلى أنّ “المشاركين في القمة أكّدوا دعم جهود العراق في إعادة الإعمار وتوفير الخدمات وتعزيز دور القطاع الخاص”، كما جددوا “رفضهم كل أنواع الإرهاب وأشكاله والفكر المتطرف”.
وشدّد البيان على أنّ “المشاركين في القمة رحبوا بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول الى أرضية من المشتركات مع المحيطين الإقليمي والدولي في سبيل تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والأمنية”، لافتاً إلى أنّ “احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية”.
وأضاف: “أثنى المشاركون على جهود العراق وتضحياته الكبيرة في حربه على الإرهاب بمساعدة التحالف الدولي والأشقاء والأصدقاء لتحقيق الانتصار، ورحبوا بتطور قدرات العراق العسكرية والأمنية بالشكل الذي يسهم في تكريس وتعزيز الأمن في المنطقة”.
وبحسب البيان، فإنّ “المجتمعين أثمنوا جهود الحكومة العراقية في إطار تحقيق الإصلاح الاقتصادي بالشكل الذي يؤمن توجيه رسائل إيجابية تقضي بتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات ما يخلق بيئة اقتصادية مناسبة ويعزز عملية التنمية المستدامة وخلق فرص العمل”.
كما أشار البيان إلى أنّ “المشاركين شددوا على ضرورة استمرار التعاون في مواجهة جائحة كورونا من خلال تبادل الخبرات ونقل التجارب الناجحة بشأن آليات التطعيم و دعم القطاعات الصحية، وبناء تعاون فاعل لمواجهة هذا التحدي المشترك وتأثيراته الصحية والاجتماعية والإقتصادية الكبيرة”.
بدوره، عبّر العراق عن امتنانه وتقديره لهذا الحضور الفاعل “من قادة الدول الشقيقة والصديقة ووزراء الخارجية والمنظمات الإقليمية والدولية والبعثات الدبلوماسية المشاركة والمراقبة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”.
وانطلقت أعمال “مؤتمر بغداد” اليوم السبت بمشاركة 9 دول، إلى جانب منظمات دولية، برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وممثلو الدول.
المصدر: روسيا اليوم+الفرات نيوز