الضجيج الاعلامي لن ينال من عزيمة الشعب اليمني
بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
أمين عام مجلس الشورى
من يتابع الأعلام العربي خلال العدوان الامريكي على اليمن سيدرك أن هذه القنوات العربية الرسمية خاصة قد فقدت مهنيتها، وأضاعت بوصلتها، وتجردت من هويتها العربية الاسلامية، وباتت قنوات عبرية بلسان عربي لعين، تديرها وتوجهها المخابرات الامريكية والصهيونية، وهي في الحقيقة إنما تفضح مواقف الأنظمة العربية التي تمولها من العدوان الصهيوأمريكي على قطاع غزة، وانزعاجها من الموقف الشجاع والتاريخي للشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية الحكيمة التي عرت هذه الأنظمة أمام شعوبها، وكشف عمالتها ونفاقها وخيانتها وتأمرها مع اليهود والنصارى على القضية الفلسطينية، ولذلك حاول هذا الإعلام الرسمي العربي في البداية التقليل من الموقف اليمني المساند لقطاع غزة، رغم تأثيره وفاعليته ونيله من الكيان الصهيوني ومن يقف وراءه باقرار الصهاينة أنفسهم، وحينما اعلن النظام الأمريكي المجرم العدوان على اليمن لرفع الحصار المفروض في البحر الاحمر على سفن الكيان الصهيوني وإيقاف الهجمات اليمنية التي تستهدف الاراضي المحتلة سعى الإعلام العربي إلى النفخ في تصريحات الرئيس الأمريكي الأرعن ترمب حول اليمن، وتصوير هذا الممثل الاباحي على انه قائد تاريخي سيفتح الشرق الأوسط، وسوف يرسل القاذفات والطائرات والبارجات العملاقة للقضاء على الحوثيين وابتلاع اليمن، هذا الضجيج الاعلامي لم يلق له آذانا صاغية في اليمن، ولم ينل من عزيمة الشعب اليمني وقيادته الربانية الشجاعة، بل زادهم اصرارا وعزيمة على مواصلة المعركة حتى ايقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، فقرر الرئيس الأمريكي الأحمق الذي ارعد وازبد وهدد وتوعد الشرق الأوسط بالجحيم أن يبدأ بتنفيذ وعوده الاجرامية من اليمن، واستعراض عضلاته المنتفخة في البحر الأحمر، ووجه بشن ضربات جوية واسعة للقضاء على القدرات اليمنية حسب زعمه، وبعد مرور شهر تقريبا من العدوان على اليمن تذكر المخابرات الامريكية في تقاريرها أن هذا العدوان فشل رغم تكلفته الباهظة على الخزينة الامريكية، وان هذه الضربات الاحرامية لم تستهدف غير الأبرياء من الأطفال والنساء والمنشأت المدنية والسكنية، أما القدرات اليمنية فقد تضاعفت وتصاعدت عمليتها كما ونوعا، فشهدت المطارات الصهيونية والبارجات الامريكية ضربات لم تشهدها من قبل بفعل الصواريخ والمسيرات اليمنية، فأصيب الأعلام العربي الذي كان متحمسا للقضاء على اليمن واخراجها من المعركة الدائرة في قطاع غزة بحالة غير طبيعية من الزهايمر الهستيريا والهلوسه، افقدته توازنه وادخلته في غيبوبة، ومع ذلك حاول أن يستثمر في هذه الضربات الامريكية على الشعب اليمني، ويقدمها للمشاهد العربي على انها قد قضت على أنصار الله، واستهدفت مخازن الصواريخ والاسلحة اليمنية، وأن الشعب اليمني سيرفع الرأية البيضاء للرئيس الامريكي، سعيا من هذا الاعلام لاقناع الشعوب العربية والإسلامية المؤيدة لموقف الشعب والقيادة اليمنية من القضية الفلسطينية بإن لديهم قيادات وأنظمة حكيمة، صمتت على الابادة في غزة، لتجنبهم ما تعرضت له اليمن من ضربات، مع ان الشعب اليمني يعرف حق المعرفة من اصابت هذه الغارات الامريكية، ومقتنع تماما بأن اغلب القنوات العربية الرسمية كاذبة، تعمل لصالح الامريكان والصهاينة، وهذا ما أثبتته اليمن للعالم اجمع بالصوت والصورة، فالصواريخ والمسيرات اليمنية لا زالت حتى اللحظة تلاحق البارجات الامريكية، وتدك المطارات والموانئ والقواعد الصهيونية، ولا زالت القوات اليمنية من تتحكم في البحر الأحمر، وتسيطر خليج عدن في البحر العربي، وأن القيادة اليمنية في صنعاء لا زالت تؤكد النظام الأمريكي والكيان الصهيوني ان موقفها من العدوان الوحشي على قطاع غزة الذي اعلنته قبل خمسة عشر شهرا بانه موقف ثابت وراسخ لا رجعة عنه مهما كانت الصعاب والتحديات، ولا زالت الميادين والساحات اليمنية في كافة المدن والمحافظات تكتض بالحشود المليونية المناصرة لقطاع غزة، هذه هي الحقيقة التي يسعى الإعلام العربي إلى اخفائها وتشويهها، لقد خسر الإعلام العربي رهانه في اليمن، وجمهوره العربي الذي كسبه خلال عقود من الزمن، وسقطت كافة أوراقه، ولم يعد امامه سوى ورقة واحدة يتلاعب بها صباح مساء، وهي ورقة العملاء والمرتزقة اليمنيين، الذين يبدون استعدادهم جهارا نهارا للقتال تحت الراية الأمريكية دفاعا عن السفن الصهيونية، امريكا والكيان الصهيوني يدركان أن هذه ورقة خاسرة، ورهان ثبت فشله بالدليل القاطع خلال عشر سنوات من العدوان السعودي على الشعب اليمني، ولذلك يتجاهل الكيان الصهيوني والنظام الأمريكي دعوات وتحركات هؤلاء العملاء والمرتزقة، ومع ذلك لايزال الإعلام العربي يعد الرئيس الأمريكي ترمب ويمنيه بالنصر في اليمن، وما يعده هذا الإعلام المتصهين إلا غرورا، فالشعب اليمني لديه من الشجاعة والاباء والشرف والكرامة ما يجعل الأرض اليمنية محرمة على كل غاز ومحتل، وحقائق التاريخ تؤكد ذلك، ولدية من الغيرة والحمية ما يجعله يطهر كافة المحافظات اليمنية من المنافقين والعملاء والخونة، وقيامه بذلك مسألة وقت فقط، ولدية من الإيمان واليقين والوعي والمعرفة ما يقيه من الشائعات والأخبار الكاذبة والمفبركة التي ادمن عليها الأعلام العربي، وتسابقت إليها مواقعه وقنواته الاخبارية، لتغييب الحقيقة، وتزييف الواقع، وصنع انتصارات وهمية للانظمة والجماعات العميلة والمطبعة، خدمة للمخطات والاجندة الامريكية والصهيونية .
صنعاء- الجمعة- 11 4 2025م .
ملاحظة:
للتعميم والنشر على أوسع نطاق
كتب الله اجركم يا مؤمنين .