صفحات مضيئة في شخصية وحياة الشهيد الصماد .. حديث عن قرب .. أ فضل ابوطالب
صفحات مضيئة في شخصية وحياة الشهيد الصماد ..
حديث عن قرب ..
(الصفحة الرابعة)
كان الشهيد الصماد رئيسا للمكتب السياسي لأنصار الله فكان في عمله السياسي يتحرك من منطلقات ايمانية باعتبار السياسة جزءا لا يتجزأ من الدين ليست السياسة شيئا منفصلا عن الدين ولا تعني له الكذب والخداع والمكر والانتهازية والابتزاز والمتاجرة بالمبادئ كما هو معروف لدى البعض من السياسيين بل السياسة جزء أساسي من مسؤوليتنا الدينية وهي نابعة من القيم والمبادئ والأخلاق القرآنية فهو يتحرك سياسيا وفق رؤية قرآنية تمنحه نظرة صحيحة للواقع وللأحداث من حوله وتعطيه تقييما دقيقا لأسباب المشكلات وكيفية معالجتها وكان فاهما لطبيعة الصراع مع الأعداء وواقع البلد ويقدم الرؤية الصحيحة والدقيقة والموضوعية في التعاطي مع كل المستجدات.
التقينا بالسيد القائد سلام الله عليه بمعية الشهيد الصماد فقال لنا بأنه يجب أن تكون منطلقاتنا قرآنية ورؤيتنا في العمل السياسي نابعة من الثقافة القرآنية وأن يكون خطابنا السياسي مطبوعا بالطابع القرآني، وهكذا كان الشهيد الصماد فمن يتابع ويسمع خطاباته يدرك أنها ليست سياسية جافة فهي تتناول القضايا السياسية المحلية و الخارجية بطريقة قرآنية وبأسلوب قرآني وبمقدمات قرآنية وبآيات قرآنية ويقدم بذلك نموذج جديد للسياسة في ثقافة الأنصار السياسية التي كلها قيم ومبادئ وأخلاق نابعة من صميم الثقافة القرآنية.
وكما كان حريصا على تقريب وجهات النظر في مختلف القضايا وعلى الوفاء بالعهود والمواثيق والاتفاقيات والالتزامات تجاه الآخرين في كل مراحل عمله السياسي فقد كان حريصا أيضا على نشر الوعي في أوساط النخب السياسية في كل اللقاءات والاجتماعات ويحرص على شد الجميع نحو الأولويات وقضايا الأمة المركزية وعلى التركيز على فضح الأعداء وفي المقدمة أمريكا وإسرائيل وكشف مخططاتهم التي تستهدف بلدنا والأمة بشكل عام وكان حريصا على تصحيح المفاهيم وتصحيح النظرة وفضح العناوين الزائفة التي يشتغل عليها الأمريكي للتضليل على الشعوب وكان يتحرك في كل ذلك وفق قاعدة عين على القرآن وعين على الأحداث.
.
: صفحات مضيئة في شخصية وحياة الشهيد الصماد ..
حديث عن قرب ..
ا. فضل ابوطالب
(الصفحة الخامسة)
كان بحق نموذجا راقيا لرجل الدولة والمسئولية المؤمن العادل المخلص لربه والوفي مع شعبه، تولى رئاسة المجلس الأعلى ونهض بمسؤوليته في ظل ظروف صعبة للغاية بسبب العدوان والحصار وما خلفه من تداعيات كبيرة على مؤسسات الدولة وكذلك نتيجة العراقيل التي كان يصنعها عفاش ولوبيات الفساد المرتبطة به في مؤسسات الدولة.
بعد فتنة ديسمبر 2017 اجتمع بنا الشهيد الصماد وقال كنا نعاني في الفترة الماضية صعوبات كبيرة تعيق أي توجه نحو تفعيل وإصلاح مؤسسات الدولة ولكن الان نحن أمام فرصة كبيرة لبناء الدولة اليمنية القوية والعادلة وأن هذا هو توجه السيد القائد.
كان يبذل جهدا كبيرا في استنهاض مؤسسات الدولة وكان يقوم بنزولات ميدانية وزيارات متكررة لمقرات الدولة ومكاتبها ومسؤوليها باعثا فيهم روح المسؤولية حاثا لهم على القيام بواجبهم في خدمة الناس ومعالجة الاختلالات ومواجهة التحديات التي فرضها العدوان والحصار على بلدنا.
كان يتحرق ألما ويتقطع حزنا وكمدا على الأوضاع التي تعيشها مؤسسات الدولة وعلى المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني فكان يعمل ليلا ونهارا من أجل إصلاح الوضع وخدمة الناس حتى اقتربت الذكرى السنوية للصمود 26 مارس 2018 قال لي قبلها بأيام قليلة بأنه سيلقي في هذه المناسبة خطابا للشعب يعلن فيه مشروع بناء الدولة اليمنية القوية والعادلة تحت شعار يد تحمي ويد تبني ويريد أن يتحرك الجميع في إطار هذا التوجه لأنه توجه القيادة ويجب أن نساند هذا التوجه وأن نسعى جميعا للتعاون في إنجاحه قلت له بأننا سوف نسعى لحشد القوى والمكونات السياسية خلف هذا التوجه وهذا ما حصل فقد أصدر المكتب السياسي والقوى والأحزاب السياسية في يوم 28 مارس 2018 بيانات المباركة والتأييد.
لقد كان الشهيد الصماد يحمل هما كبيرا ونظرة بعيدة ورؤية استراتيجية منطلقا في ذلك كله من ثقافته القرآنية وتوجيهات القيادة.
قال لي الشهيد الصماد فيما بعد بأن سبب إطلاقه هذا المشروع بأنه يريد أن تكون اليمن دولة قوية تكون اللبنة الأولى في مشروع المسيرة القرآنية العالمي.