هل هي صحوة ضمير ؟ ام تلميع لدور سياسي مستقبلي يخدم اسرائيل. بقلم/ عضو المكتب السياسي لانصار الله أ محمد الفرح
هل هي صحوة ضمير ؟ ام تلميع لدور سياسي مستقبلي يخدم اسرائيل.
بقلم/ محمد الفرح
بين عشية وضحاها ومع ارهاصات الهزيمة الاسرائيلية خرج علينا مجموعة زعماء عرب الاول يحشد جيشه والاخر يهدد ويندد والثالث ينزل المساعدات بنفسه…الخ.
وفي نظري أن هذا التحول المفاجئ ليس صحوة ولا صدفة فهو دور مخطط له لأهداف عدة منها :
التهيئة لقابليتهم لدى شعوب وجماهير امتنا ليكونوا بديلا عن قادة محور المقاومة وليسدوا الفراغ الذي تتلهف إليه الجماهير العربية، بعد ان طغت سمعت قادة الجهاد والمقاومة وتدنست سمعة الزعماء والحكام.
الشيء الاخر وهو ما يجب أن ندركه جميعا أن العدوان العسكري على غزة فشل عن تحقيق أهدافه المتمثلة في منع تهديد حماس وبقية الفصائل المجاهدة مستقبلا لكيان العدو واستعادة الاسرى الصهاينة، ونتيجة للعجز عن تحقيق أي منها اصبحت اسرائيل بحكم المهزوم عمليا ولم يتبقى سوى أن تعلن الهزيمة.
الا أن امريكا ارادت ان ينتهي العدوان بتسوية سياسية تحقق ضمانة من تكرار ما حصل في ٧ اكتوبر وتستعيد بموجبها الاسرى الصهاينة وتكون مبررا لتطبيع السعودية بشكل علني وتقلل من فاعلية ودور محور المقاومة والفصائل الفلسطينية في تحقيق هذا الانتصار.
فدفعت بالامارات والسعودية وبعض الدول العربية للاجتماع في الرياض ومعهم منظمة التحرير الفلسطينية لبحث تسوية تقضي بحل الدولتين وتقضي بتطبيع النظام السعودي وتكون السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي لفلسطين في التسوية اما فصائل المقاومة فهي بين خيار القبول بالتسوية فتكون مجرد تابع لا قرار لها او رفض التسوية فسيتم عزلها واتهامها انها تعرقل السلام.
غير ان هنالك مشكلتان تعترضان هذه المؤامرة الاولى هي الاسرى المتوجدين في قبضة المجاهدين الفلسطينيين الذي يمثلون ورقة ضاغطة على العدو وورقة رابحة للمقاومة ولن تفرط المقاومة فيهم مهما تآمروا.
المشكلة الاخرى أن هذه الزعامات التي يريد الامريكي تمرير هذه التسوية عبرها هي شخصيات مرفوضة في الشارع العربي والفلسطيني تحديدا نتيجة تواطئها مع العدو ولم تسجل اي موقف ايجابي منذ بدء العدوان، فكان لابد من تهديد اسرائيلي باقتحام رفح والضغط على حماس لتسليم الاسرى والقبول بالتسوية ومحاولة انتزاع اعتراف فلسطيني جديد بالعدو الاسرائيلي، وفي المقابل يدخل بن سلمان وبن زايد والسيسي على خط منع اقتحام رفح بحيث يمنحوا دورا بطوليا بإعتبارهم من حققوا الانتصار وبما يهيئ الرأي العام العربي لقبول ما سيقررونه مستقبلا في الشأن الفلسطيني.
النتيجة ستكون سرقة انتصار فصائل المقاومة ومحور المقاومة، وتصوير تطبيع النظام السعودي بأنه عمل خيري لمنفعة غزة واهل رفح.
وايجاد خلاف فلسطيني داخلي لان هنالك من سيؤيد حل الدولتين وهنالك من سيرفضه. ومن يعارض من محور المقاومة والجهاد فسيقدمه اعلامهم بانه لايريد وقف القتال ولا يحب السلام في المقابل سيقدم الاعلام الشكر للسعودية والامارات والسيسي وو..لانهم من انهوا الحرب واوقفوا العدوان على رفح وعلى غزة.
والاهم في الموضوع أنه بدلا من هزيمة اسرائيل بشكل واضح ستخرج رابحة لانها ستنجو من الورطة التي تورطتها في غزة وتطلق اسراها .
واي اعتراف بها تنتزعه من اي طرف فلسطيني هو مكسب جديد.
وفي الواقع لن تنسحب من اي مكان احتلته ولن تسلم شبرا واحدا للفلسطينيين بل ستماطل وتنقض الاتفاقيات كما فعلت عقب اتفاقية اوسلو ١٩٩٣م.
نخلص إلى أن التهديد الاسرائيلي لمدينة رفح يأتي بتنسيق مع هذه الزعامات التي تحول موقفها بشكل مفاجئ وهو بمثابة تهيئة لمنح هذه الزعامات العربية عملا بطوليا يجمل وجهها ويهيئها للعب دورا سياسيا مستقبليا لصالح اسرائيل كما يهدف إلى ابتزاز فصائل المقاومة والجهاد لاطلاق الاسرى وتقديم تنازلات للعدو.
ولا يستبعد أن ينفذ العدو إجرامه بحق النازحين في رفح بالذات في ضل هذا التواطؤ المكشوف والاتفاقات المسبقة مع زعماء التطبيع.