منطق أمريكا يتغير في يومين!/الاستاذ عبدالرحمن الاهنومي
منطق أمريكا يتغير في يومين!
كمقدمات حشدتها أمريكا لحشد عناوين طاغية بالرهبة التي تؤدي إلى الإذعان الذهني في أوساط الشعب اليمني بتقبل أي عمل تقوم به أمريكا ضد اليمن..وجعله أمرا لا مفر منه ، وذلك استباقا لأعمال عدائية كانت تخطط لشنها على اليمن.
وقد أطلقت حربا نفسية مكثفة بالتسريبات التي تتضمن تهديدات منسوبة من ذوات المصادر العليا ، لهذا الهدف.
التسريبات ظلت تتصدر في الصحف والوسائل الإعلامية ذات الصلة بوكالة المخابرات المركزية ، والبنتاغون لأسبوعين كاملين ، وكانت تحتشد في مضامينها بكثافة التهديدات والمصادر وفي شكلها بكثافة التتابع والتصاعد المتدرج في اللغة نفسها.
كانت هذه التسريبات من قبيل التحضيرات النفسية لشن حرب أو توجيه ضربات عدائية ضد اليمن.
وقد بدأت أمريكا في هذا الشكل من الحروب الذي تستخدمه عادة قبيل أي عدوان تشنه ، بدأت بإثارة التساؤلات لماذا لا تشن أمريكا عمليات عسكرية لحماية السفن الإسرائيلية والملاحة ، ثم تصعدت إلى القول بضرورة شن عمليات لردع أنصار الله
ثم صعدتها درجة إلى التسريب بأنها بصدد دراسة توجيه ضربة عسكرية محدودة ، ثم صعدتها إلى القول بأن إدارة بايدن تدرس جديا شن عمليات عسكرية على أنصار الله ، ثم وصلت إلى القول بأن البنتاغون فعليا رفع بالمقترح لشن العمليات
وعلى الإثر بدأت عبر أذرعها الدعائية تسهب في تقديم التحليلات المعمقة عن شكل الضربة وكيف ستكون ، وماذا ستؤدي إليه وتطرح الفرضيات والتقديرات، وفي المقابل أعلنت تشكيل تحالف حماية السفن الإسرائيلية.
اعتقدت أمريكا بأن حربها النفسية التي تعدها جزء أصيلا من استراتيجية حروبها في كل العالم ، ستجد آذانا صاغية في أوساط الشعب اليمني وتحدث ضعفا نفسيا ومعنويا وحالة ذعر ذهنية ، ذلك يهيء الساحة أمامها لتنفيذ أي عدوان ، ويخلق حالة من الرضوخ الذهني لأي أمر تقوم به أمريكا ضد اليمن..
لكنها اكتشفت بأنها تتعامل مع شعب يطرب للحروب والمواجهات الكبرى ، ومع قائد عظيم ، كانت حتى صباح الأربعاء تجهل تماما عزته وقوته وشجاعته وحكمته وارتباطه بالله وتوكله عليه.
خلال الأيام الماضية -قبل خطاب السيد القائد حفظه الله- ظلت أمريكا تشحن آلة الدعاية الغربية والامريكية بفائض مكثف من التهديدات المسربة كمقدمات وتحضيرات نفسية للحرب على اليمن ، وتهدد وتلوح بكل الأشكال.
لكنها بعد الخطاب كانت بمنطق مختلف
تغير منطقها وخطابها رأسا على عقب ، حيث اختفت كل مفردات التهديد والوعيد ، وبرزت لغة الاتهامات المجردة فقط ، بينما تحول الأمريكيون جميعا وضربة واحدة إلى دبلوماسيين يتلطفون بالتصريحات ويحسبون حسابها “تابعوا مثلا تصريح البنتاغون أمس “اكتفى بالقول بأننا قطاع طرق وعلينا التوقف عن ذلك”، بعد أن كانوا جميعا يتحدثون كما لو أنهم ناطقون باسم البنتاغون وعلى شاكلة جون بولتون!
جاءت مظاهرات الأمس لتعزز حالة الردع والرهبة في نفوسهم بشكل أكبر ، وتعمد كل مفردة في خطاب السيد القائد حفظه الله.
قوة الموقف في خطاب السيد القائد حفظه الله ، وفي احتشاد الشعب اليمني ، كشف للعالم بأن أمريكا لا تحترم إلا لغة القوة والعزة والكرامة وانها أمام القوة قشة ، وانكشف للعالم أن أمريكا تستأسد على المدنيين وأن لا سبيل لمواجهتها إلا بالقوة بمختلف ركائزها..وستسحق من لا يريها من نفسه قوة.
إذا كانت أمريكا مردوعة أمام اليمن بالخطاب وبالاحتشاد العظيم ، فكيف سترتدع حينما تتوجه الصواريخ والطائرات المسيرة والعمليات العسكرية على جنودها وقواتها وسفنها وملاحتها؟